عقد العلّامة السيّد علي فضل الله لقاءً حواريًا في المركز الإسلامي الثقافي في حارة حريك حول طريقة اتخاذ المواقف والقرارات في المراحل المختلفة، ثم أجاب في خلاله على عدد عن الأسئلة والاستفسارات حول آخر المستجدّات في لبنان والمنطقة.
لفت سماحته خلال الحوار إلى ان الإسلام حرص من خلال توجيهاته إلى اعتماد التأني وعدم الاستعجال في الأخذ بكل ما يقرأه المرء او يسمعه أو يشاهده او ما يصل إليه والبناء عليه من دون دراسته والتحقق من صحة معلوماته وخصوصا ما يضخه الواقع الإعلامي ومواقع التواصل من أخبار وفيديوهات حتى لا يتسرع في الحكم على الأفكار والشخصيات والجهات...
ولفت سماحته إلى أهمية اعتماد المعايير والضوابط التي تسهم في الوصول إلى المعلومة الصحيحة والخبر الصادق حتى نمتلك الرؤية السليمة للواقع والمنهج المناسب لإدارة الصراع.
وأكد سماحته ضرورة التثبت من صحة ما يردنا من اخبار ومواقف والتعامل مع المعطيات والوقائع بعقل بارد لتكون مواقفنا نابعة من حسابات دقيقة تأخذ في الاعتبار الخلفيات والظروف، فلا نقع أسرى الانفعالات وردود أفعال تحكمها المشاعر والعصبيات، حتى لا نسقط في أفخاخ يراد لنا ان نسجن فيها او نتورط في فتن تخدم الأعداء.
وركز سماحته على أهمية اختيار الأسلوب المناسب في الرد على أي إساءة او تحريض من خلال دراسة النتائج والاثار لما نطلقه من مواقف ونمارسه من سياسات مشيرا إلى أن المرحلة تحتاج الى الحكماء والواعين الذين يدرسون الأمور في شكل جيد ومتعمق ويحددون أين هي المصلحة في أي موقف.
ورأى سماحته: أننا نمر بمرحلة خطيرة وصعبة وهناك الكثير من التحديات الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية والإنمائية التي تواجهنا على المستويين الداخلي والخارجي.
وأشار سماحته إلى اننا نعيش في عالم بعيد عن القيم الأخلاقية والإنسانية والدينية تحكمه عقلية التسلط والفرعونية والغطرسة والمؤامرات داعيا إلى ضرورة التحلي بالصبر والحكمة والثبات على الحق والحفاظ على مواقع القوة لدينا ودراسة كل نقاط الضعف والعمل على معالجتها...
وشدد سماحته على أنه في ظل الاعتداءات الصهيونية المتواصلة المطلوب اليقظة والحضور في الساحة وإلى عدم اليأس والإحباط أو الاستسلام لما حدث من تراجعات ونكسات، ففي الصراعات هناك تقدم وهناك تراجع، وهذه سنة الحياة فإذا أحسنا المراجعة والتخطيط والتوكل على الله فإن باستطاعتنا تجاوز كل الظروف الصعبة وفي ضوء ذلك نحن ننظر إلى المستقبل بعين الإيجابية.
وأضاف: قد تفرض الظروف المستجدة ان تختلف الأساليب في مواجهة هذا العدو ولكن الهدف يبقى كما هو إزالة أي احتلال لأرضنا والعمل على تقوية الساحة الداخلية الكفيلة بمواجهة أي خطر قد يحدق على الوطن من الداخل والخارج وبناء الدولة القوية القادرة على حماية لبنان...
وتوجه بالتحية إلى أهل الجنوب الذين يملكون الإرادة الصلبة والقوية والعزيمة والثبات وهم متجذرون في ارضهم ويقدمون التضحيات من اجلها رافضين أن تكون قراهم منطقة مهجورة وغير قابلة للسكن كما يريدها العدو الصهيوني داعيا الدولة إلى القيام بمسؤولياتها في تحرير الأرض والحفاظ على أهلها وان تبذل كل الجهود من اجل تحقيق ذلك