عظم الله اجورنا واجوركم في ذكرى وفاة الامام الجواد(عليه السلام)
ورد في الحديث عن الإمام الجواد (ع) :
"إنّ المؤمن لا يخون"،وقد وردت هذه الكلمة جواباً عن سؤال شخص، قال له إني رجل أريد أن ألازم مكة والمدينة وعليّ دين، قال له (ع): "ارجع إلى مؤدّي دينك، وانظر أن تلقى الله وليس عليك دين، فإنّ المؤمن لا يخون". فالمؤمن عليه أن يفي بكلّ التزاماته، والدين هو عهد التزام،
فإذا كنت تهمل دَينك وتنكره تحت أيّ تأثير من التأثيرات، فإنّك بذلك تكون خائناً للأمانة، لأن الدَّين أمانة، حيث لا فرق بين أن تستدين المال من شخص وتتصرف به، وبين أن تضعه في الخزانة وتحفظه له من ناحية الأمانة، حيث أعطاك هذا الإنسان ثقته، وهو يريد أن يساعدك، فاعتبرك أميناً على ماله لترجع إليه هذا المال في الوقت المناسب.
والله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}، وقد ورد أنّه "لا دين لمن لا أمانة له". لذلك يحاول الإمام (ع) في هذه الكلمة أن يوضح فكرة، وهي أنّ المؤمن لا يخون.
وعليه، أحبّ أن أنبه إلى مسألة موجودة في بلاد الاغتراب وغيرها، وهي أن يستقرض شخص مالاً، حيث تسمح له القوانين بالاستقراض، وهذا حال الكثيرين، فبعد أن يستقرض المال، يأتي إلى بلاده، وهو يتصوّر أنّه لا يتوجّب عليه أن يعيد هذه الأموال، وخصوصاً أن البعض يحصِّن موقفه ببعض الفتاوى، بحجّة أنّ هؤلاء ليسوا مسلمين، وبالتّالي، فإن الاستيلاء على أموالهم مباح، ولذلك نقول إنّ هذا مخالف للشَّرع ولتعاليم الإسلام، والله تعالى يقول: {لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}. وهذا ما ينطبق على الذين يعلنون إفلاسهم وهم في الحقيقة عكس ذلك، { لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِل}.
وهناك أنواع أخرى من الخيانة، وهي خيانة الوظيفة، حيث يؤتمن الموظَّف من قبل صاحب العمل، ثم يستغلّ هذا الموظَّف موقعه ليحابي فلاناً أو فلاناً، ويرتب الأمور على خلاف الوظيفة، فهذا خائن لوظيفته، ولا سيّما إذا كانت وظيفة عامّة تتعلّق بقضايا الناس وأحوالهم وما إلى ذلك.*
▫️العلّامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض)