اضاءات
04/08/2025

جوانب من سيرة الإمام الحسن(ع)

جوانب من سيرة الإمام الحسن(ع)

جوانب من سيرة الإمام الحسن(ع)

 

 

ولادته:

 

ولد الإمام أبو محمد الحسن بن عليّ بن أبي طالب، ثاني أئمة أهل البيت، وأول السبطين، سيدي شباب أهل الجنة، في المدينة المنورة، ليلة النصف من شهر رمضان المبارك، على الصحيح المشهور، بين الخاصة والعامة، سنة اثنتين أو ثلاث من الهجرة.

وعند ولادته، طلبت أمّه فاطمة بنت رسول الله (ص)، من أبيه عليّ، أن يسمّيه، فقال: ما كنت لأسبق رسول الله (ص)، فجاء النبيّ، فأخرج إليه، فقال: اللّهم إني أعيذه بك من الشيطان الرّجيم، وأذّن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، ثم سماه حسناً، ولم يكن يعرف هذا الاسم في الجاهلية.

 

أولاده:

 

كان له خمسة عشر ولداً، ما بين ذكر وأنثى، من أمّهات شتّى، ولم يعقب منهم، غير الحسن وزيد.

 

نشأته:

 

ولد ونشأ في كنف جدّه النبي (ص)، وفي رعاية أبيه علي، وأمه فاطمة، وهو أول ولد يولد من سلالة الرسالة، ليحفظ الله به وبأخيه الإمام الحسين، نموّ تلك الشجرة الطيبة، التي أصلها ثابت، وفرعها في السماء.

وهبه جدّه العظيم من الحنان والمحبة، ما رّق به طبعه، وصفت به ذاته، وابتعدت به عن دوافع الغلظة نفسه، فكان الحلم من أبرز صفاته، والمحبّة للناس من أروع مشاعره.

ورعاه جده العظيم، بعينه وقلبه، فهو قطعة من وجوده، وومضة من روحه، وصورة تحكيه .وورّثه هيبته وسؤدده، حتى فرِق منه أعداؤه، وأعظمه مخلصوه وأحباؤه .وأعظم بإنسان، جدّه محمّد، وأبوه عليّ، وأمّه فاطمة، وأيّ فخر بعد هذا لمفتخر، وأيّ مجد بعده لإنسان؟!

 

صفته وصفاته:

 

عن الغزالي في "الإحياء"، أنّ النبي (ص) قال للحسن: "أشبهت خَلقي وخُلقي". وعن المفيد في "الإرشاد": كان الحسن، أشبه الناس برسول الله خَلقاً، وهيئة، وهدياً، وسُؤدداً .

وفي كتاب "أسد الغابة"، بسنده إلى أنس بن مالك: لم يكن أحد أشبه برسول الله من الحسن بن علي.

قال المدائني: كان الحسن بن عليّ أكبر ولد علي، وكان سيداً سخياً حليماً، وكان رسول الله يحبّه.

 

وعن واصل بن عطاء: كان الحسن بن علي، عليه سيماء الأنبياء، وهيبة الملوك. وعن محمد بن إسحاق، كما رواه الطبرسي في أعلام الورى، قال: ما بلغ أحد من الشرف، بعد رسول الله (ص)، ما بلغ الحسن بن عليّ، كان يبسط له على باب داره، فإذا خرج وجلس، انقطع الطريق، فما يمرّ أحد من خلق الله إجلالاً له، فإذا علم، قام ودخل بيته، فيمرّ الناس.

 

قال الراوي: ولقد رأيته في طريق مكّة، نزل عن راحلته فمشى، فما من خلق الله أحد إلا نزل ومشى، حتى رأيت سعد بن أبي وقاص، قد نزل ومشى إلى جنبه. ويقول ابن حجر الهيثمي في صواعقه: كان (رض) سيداً، كريماً حليماً، ذا سكينة ووقار وحشمة، جواداً ممدوحاً.

من كتاب صلح الامام الحسن(ع) للعلامة الراحل السيد محمد جواد فضل الله(قده)

اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير