08/06/2025

خطبة الجمعة

خطبة الجمعة

ألقى سماحة العلامة السيّد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين ومما جاء في خطبته السياسية:
السّياسيّة 6-6-2025
عباد الله أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصانا به الله عز وجل بالتقوى التي هي هدف كل عبادة نؤديها ومن دونها لا يتحقق الهدف منها وهذا هو ما أشار إليه الله بكل وضوح عندما تحدث للباذلين الأضاحي:} لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى{.. فالله يريد ان يرى التقوى من وراء ذلك والتقوى التي يدعونا الله إليها تعني ان لا يتحرك الإنسان إلا وفق ما يرضي الله وان يكون الله وراء كل كلمة وعمل وقرار وموقف يتخذه الإنسان كما ورد في الحديث المؤمن لا يقدّم رجلاً ولا يؤخّر أخرى حتى يعلم أن في ذلك لله رضى ومتى اتصف الانسان بالتقوى كان أكثر وعيا ومسؤولية وقدرة على مواجهة التحديات...
والبداية من الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة على لبنان والتي كان أخطرها ما شهدناه بالأمس في الضاحية الجنوبية من خلال عدد الاستهدافات ونوعية الأسلحة المستخدمة والتي نخشى من تكرارها وهي هدفت إلى تيئيس اللبنانيين ودفعهم إلى أخذ خيارات تصب في مصلحة العدو واهدافه وتكون على حساب سيادة الوطن وأمن مواطنيه.
إنّنا أمام ما يجري نجدّد دعوتنا للدّولة اللبنانيّة إلى العمل بكل جديّة   لوقف هذه الاعتداءات وإزالة الاحتلال عن المواقع التي ما زال يحتلها واستعادة الاسرى لضمان ثقة اللبنانيين بدولتهم ولتكون هي خيارهم حيث لن يستقيم الحديث عن حصريّة السّلاح ولن يكون واقعيا إن بقي سيف الاحتلال مسلّطًا على هذا البلد وتبقى طائراته تنتهك سيادته... 
في الوقت نفسه ندعو مجددا اللبنانيين إلى عدم الوقوع في فخ ما يهدف إليه العدو وان يكون صوتهم صوتا واحدا في رفض هذا العدوان بعيدا عن أي حسابات طائفية أو سياسية وبذلك نحول دون ان يحقق العدو غايته في احداث الشرخ والانقسام فيما بينهم .
  وإذا كان من خلافات بينهم فلتكن مقاربتها بالحوار الموضوعي الهادئ والعقلاني والّذي يفكّر بمصلحة البلد لا بأية مصالح فئويّة بدلًا من سياسة التراشق بالكلمات أو المواقف عن بعد.
ونبقى على صعيد الدّاخل لندعو الحكومة إلى التّراجع عن قرارها بزيادة الضّرائب على المحروقات والّذي ينعكس ارتفاعًا في الأسعار على مختلف السّلع، فقد كنّا ننتظر أن تدرس الحكومة هذا القرار بعناية واهتمام وأن تكون في ذلك أكثر رأفة باللبنانيين وأن لا تكرّر الأخطاء الّتي ارتكبتها الحكومات السّابقة، الّتي سعت لتأمين مواردها من خلال مدّ يدها إلى جيوب اللبنانيين بدلًا من الاستفادة من مواردها المعطّلة أو المهدورة. 
وأخيرًا نقف عند معاناة غزّة الّتي رغم الجراح الّتي تعاني منها يثبت شعبها كل يوم أنّه جدير بالحياة وبأرضه حين يقف بعناد وصبر وثبات وهو ما أكدته عمليّات المقاومة الأخيرة بالرغم مواصلة العدو لمجازره وحصاره المطبق عليها. 
إنّنا نحيي صمود هذا الشّعب وما يقدّمه مع مقاومته من تضحيات، ونجدد دعوتنا إلى الوقوف معه حتى لا يستفرد به، في الوقت الّذي ندين الفيتو الأخير على القرار الّذي كان سيصدر في مجلس الأمن والذي يدعو لوقف إطلاق النّار والّذي سيشجّع العدو على الاستمرار بحرب الإبادة عليها...
اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير