اضاءات
02/07/2025

رسالتي إلى خطباء المنبر الحسيني

رسالتي إلى خطباء المنبر الحسيني



رسالتي إلى خطباء المنبر الحسيني، هي أن يتعاملوا مع الخطابة الحسينيّة كرسالة إسلاميّة، لا كمهنةٍ للعيش فقط. ولذلك، لا بدّ أن يملكوا ثقافة الإسلام بطريقة علميّة واسعة عميقة منفتحة على تطوّرات الذهنيّة المعاصرة في أساليبها وقضاياها وتطلّعاتها، لأنّ لكلّ عصر ذهنيّته التي يخاطب أهله من خلالها، ولكلّ جيل ثقافته، فلا بدّ لكم أن تحدّثوا الناس بقدر عقولهم، مع التدقيق في دراسة الواقع الحاضر، مقارناً بالواقع الذي كان في عهد الثّورة الحسينيّة لأن لإمام الحسين (ع) انطلق لتكون رسالته في إصلاح أمّة جدّه بما عرض لها من الفساد في عصره، فعلينا، إذا كنّا نؤكّد رسالته في امتداد الزمن، أن نقوم بإصلاح الأمّة مما عرض لها من الفساد في الواقع، فإنّ التاريخ ليس مسؤوليّتنا الحركيّة، بل هو للدّرس والعبرة واستيحاء القضايا التي تبقى منه للحياة، بل الحاضر هو مسؤوليّتنا التي قد تأخذ من الماضي بعض العناصر الأصيلة لتخطّط للمستقبل.

ادرسوا الواقع الإسلاميّ في تمزّقاته، ولا تزيدوه تمزّقاً بإثارة الخلافات، وإذا أردتم أن تتحدّثوا عن قضايا الخلافات الإسلاميّة الكليّة، فحاولوا أن تأخذوا بالمنهج القرآني في الوقوف عند الكلمة السّواء والجدال بالتي هي أحسن والحفاظ على وحدة الأمّة.

إنّنا مسؤولون جميعاً عن الأمّة كلّها، ولا سيّما في ظروف المرحلة الخطيرة التي ينطلق فيها الاستكبار العالمي بكلّ قواه من أجل إضعاف الأمّة الإسلاميّة، والإجهاز على كل مواقع القوّة فيها، وعلينا أن نتحمّل مسؤوليّة ذلك كلّه.

حافظوا على التحدث إلى الناس بالصدق في الرواية، وذلك بتوثيقها، فلا يكن الهمّ كلّه إثارة الدمعة واستنزاف العواطف على حساب الحقّ، وقد قال الصّادق (ع) لبعض أصحابه: "تمزج الحقّ بالباطل، وقليل الحقّ يكفي من كثير الباطل". إنّ علينا أن نبقي العاطفة في أسلوب عرض المأساة الكربلائيّة، ولكن الواجب علينا أن نعمل على أن تكون العاطفة صادقةً، لنثقّف النّاس بالحقيقة لا بغير الحقيقة.

المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض)
اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير