01/08/2025

الامام الحسن (ع): النَّهج الرّساليّ في الزّمن الصّعب

الامام الحسن (ع): النَّهج الرّساليّ في الزّمن الصّعب

 

ألقى سماحة العلامة السيّد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين وجاء في خطبتيه

 

قال الله سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}. صدق الله العظيم.

 

ذكرى وفاة الإمام (ع)

 

نلتقي اليوم، السَّابع من شهر صفر، بذكرى وفاة إمامٍ من الّذين نزلت فيهم هذه الآية، الَّذين أذهب الله عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرًا، ليكونوا قدوة للنَّاس وأسوة لهم، وهو الإمام الحسن بن عليّ (ع).

 

هذا الإمام الَّذي حظي بتربية أمِّه الزَّهراء (ع) وأبيه عليّ (ع)، وبرعاية خاصَّة من جدِّه رسول الله (ص)، فهو من سمَّاه باسمه، ومن قال فيه وفي أخيه الحسين (ع): “الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنَّة”، وكان يعبِّر عن حبِّه له، ويتوجَّه بهذا الحبّ إلى الله عزّ وجلّ، ويدعو لمن يحبّه، عندما كان يقول: “اللَّهمَّ إنِّي أحبُّه، فأحبَّه، وأَحبَّ من يحبّه”، ما ترك تأثيرًا في شخصيّة الإمام (ع)، بحيث انطبعت فيه سجايا رسول الله (ص) ومحامد أخلاقه، كما كان شبيهًا له خلقةً، وهذا ما عبّر عنه رسول الله (ص) بقوله له: “أشبهْتَ خَلْقي وَخُلُقي”، لذا كان النَّاس إذا اشتاقوا إلى رسول الله (ص)، يتطلَّعون إلى الحسن (ع)، وكانوا يجدون عنده علمه وحلمه وعبادته وعطاءه وكرمه.

 

وبعد وفاة الرّسول (ص)، شارك الإمام الحسن (ع) أباه أمير المؤمنين (ع) في المسؤوليّات الّتي قام بها، وفي الحروب الّتي خاضها معه، والّتي أبدى فيها شجاعةً وبأسًا، حتّى إنَّ أمير المؤمنين (ع) كان يخشى عليه من شدَّة شجاعته وبأسه.

 

المرحلة الصَّعبة

 

وقد تولّى الإمام الحسن (ع) الخلافة بعد استشهاد أبيه أمير المؤمنين (ع)، وكانت مرحلة من أصعب المراحل وأشدِّها حراجةً على الإمام (ع)، عندما رفض معاوية البيعة له كخليفة للمسلمين، وقاد جيشًا لمنعه من تسلّم مقاليد الخلافة، ما دفع الإمام (ع) يومها إلى استنفار أصحابه لردّ العدوان، وأعدَّ لذلك جيشًا، لكنَّ الإمام (ع) عاد وارتأى يومها الدّخول في الصّلح، بعدما رأى أن لا فائدة ستحصل من معركة لن يضمن نتائجها على الصّعيد العسكريّ، وهي إن حصلت، لن يكون لها آثارها المستقبليَّة الّتي كان يريدها في مواجهة المشروع الأمويّ الّذي قاده معاوية، لأنّ صورة معاوية الحقيقيّة لم تكن بالوضوح الّذي بدت عليه بعد ذلك، حيث كان الكثير من المسلمين، ونتيجة للدّعاية الأمويّة، قد خدعوا بصورة معاوية، والّذي جرى تصويره على أنّه من كتّاب الوحي وخال المؤمنين.

 

لكنَّ الإمام الحسن (ع) عندما دخل في الصّلح، دخله من موقعه كإمام مسؤول عن حفظ الإسلام وإبقائه صافيًا نقيًّا، وحفظ المواقع الإسلاميَّة، وهو ما عبّرت عنه بنود الاتفاق، حين اشترط على معاوية أن يعمل بكتاب الله وسنَّة نبيّه (ص)، وبسيرة الخلفاء الصّالحين، وأن لا يُظلَم أحد من المسلمين ولا يُساء إلى رموزهم.

 

تنكّر معاوية للصّلح

 

لكنَّ معاوية عاد وتنكّر لكلّ بنود الصّلح، والّذي عبّر عنه عندما قال: “كلّ شيء أعطيته الحسن بن عليّ تحت قدميَّ هاتين، لا أفي بشيء منه”. وعندما نكّل بأتباع أهل البيت (ع) ومحبّيهم، وعيَّن لتولّي الخلافة بعده ولده يزيد، الرّجل الفاسق الفاجر القاتل للنَّفس المحترمة، ليكون خليفةً من بعده، بعد أن كان تعهَّد في الصّلح بأن تكون الخلافة للإمام الحسن، وإن لم يكن فللحسين (ع)، وألحق الأذى الكبير بأصحاب أمير المؤمنين عليّ (ع)، وأبقى سبّه على المنابر وحوّلها إلى سنَّة.

 

واستكمل ذلك بدسّ السّمِّ للإمام الحسن (ع)، ما جعل النَّاس تعي حقيقة معاوية، وتفضح حقيقة الحكم الأمويّ وأهدافه بالقضاء على روح الإسلام وتعاليمه وقيمه وتطلّعاته، الأمر الّذي هيَّأ الظّروف لثورة الإمام الحسين (ع)، وليكون لها نتائجها وآثارها الحاضرة والمستقبليّة.

 

كلماتٌ وعِبَر

 

ونحن في هذه الذّكرى، نستحضر اليسير من كلمات الإمام الحسن (ع) الَّتي كان يبثّها بين أصحابه، لنستعين بها في مواجهة تحدّيات الحياة.

الحديث الأوَّل: الَّذي أراد الإمام (ع) منه حثّ المؤمنين على ارتياد المساجد والتَّواجد فيها لأهميّتها، كونها بيوت الله عزَّ وجلَّ في هذه الأرض، وهي أحبّ البقاع إليه، وللنّتائج الكبيرة الّتي تحصل للّذين يرتادونها، إن على صعيد الدّنيا أو الآخرة، لما توفّره من أجواء روحيّة وإيمانيَّة، والتّلاقي الّذي يحصل فيها بين المؤمنين، ما يعزّز حضورهم ووحدتهم والتّعاون فيما بينهم، ويؤمّن لهم الوعي الّذي يحتاجونه، وهو ما أشار إليه الإمام (ع) بقوله: “من أدام الاختلاف إلى المساجد، أصاب إحدى ثمان: آية محكمة، وأخًا مستفادًا في الله، وعِلْمًا مُسْتَطْرَفًا، ورحمةً منتظرَةً، وكلمةً تدلّه على الهدى، أو تردّه عن ردى، وترك الذُّنوب حياءً وخَشْيةً”.

ففي المسجد، يكتسب المرتاد لها معرفة أمور دينه، ويجتذب إخوة له في الله، وتتوفّر له فرصة التَّواصل مع النّاس، ويحظى فيه بالرّحمة الإلهيّة الّتي يغدقها الله تعالى على روّاده، ويستمع فيه إلى المواعظ والخطب والذّكر والدّعاء، الّتي تعزّز علاقته بربّه وبدينه، وتمنعه من الوقوع في مهاوي المعاصي، وتحسّن له أداءه في الحياة مع ربّه ونفسه ومع الآخرين.

 

الحديث الثّاني: أشار الإمام (ع) فيه إلى تعريفه للسّياسة، فقال إنَّ السّياسة هي: “أن تراعي حقوق الله، وحقوق الأحياء، وحقوق الأموات. فأمَّا حقوق الله، فأداء ما طلب، والاجتناب عمَّا نهى. وأمَّا حقوق الإحياء، فهي أن تقوم بواجبك نحو إخوانك، ولا تتأخَّر عن خدمة أمَّتك، وأن تخلص لوليّ الأمر ما أخلص لأمَّته، وأن ترفع عقيرتك في وجهه إذا حاد عن الطَّريق السّويّ. وأمَّا حقوق الأموات، فهي أن تذكر خيراتهم، وتتغاضى عن مساوئهم، فإنَّ لهم ربًّا يحاسبهم”.

 

الحديث الثَّالث: “بَينَ الحقِّ والباطلِ أربَعُ أصابِعَ”، فما رأيت بعينك فهو الحقّ، وما سمعت بأذنك فقد يحمل باطلًا كثيرًا، وهو بذلك أراد أن يشير إلى أنَّ الفاصل بين الحقّ والباطل هو المسافة بين الأذن والعين، والّتي تقدَّر بأربع أصابع، ليقول من خلال ذلك إنَّ الطّريق للوصول إلى الحقيقة يكون بالرّؤية بعينيك، لأنَّه بهما يشهد الإنسان الأشياء ويراها على حقيقتها، وهو بخلاف ما يحصل بالسَّماع، لأنَّ كثيرًا ممّا نسمعه قد لا يكون هو الحقيقة، ولا يدلّ على واقع الأشياء، كحال الكثير ممّا بات يرد علينا من وسائل الإعلام أو مواقع التّواصل، والّذي إذا لم ندقّق فيه، قد نقع في الانحراف والفساد والظّلم لأنفسنا وللآخرين.

 

الحديث الرّابع: ورد عنه (ع)، عندما قيل: لم لا تردّ سائلًا أو محتاجًا، وإن كنت على فاقة؟ فقال (ع): “إنّي لله سائل، وفيه راغب، وأنا أستحي أن أكون سائلًا وأردّ سائلًا، وإن الله تعالى عوَّدني عادة أن يفيض نعمه عليّ، وعوّدته أن أفيض نعمه على النَّاس، فأخشى إن قطعت عادتي، أن يمنعني عادته”.

 

الحديث الخامس: والّذي حدّد فيه أسلوب التَّعامل مع الدّنيا والآخرة، عندما قال: “اعمل لدنياك كأنّك تعيش أبدًا، واعمل لآخرتك كأنّك تموت غدًا”، فهو يدعو من خلال ذلك إلى أن نخطّط للدّنيا كأنّنا لن نموت فيها، وأن نخطّط للآخرة كأنّنا نغادرها قريبًا، بأن نكون جاهزين للإجابة عن كلّ سؤال ندعى إليه عمَّا فعلناه وما قصّرنا فيه، وما كان ينبغي علينا القيام به.

 

الاستهداء بسيرته (ع)

 

أيُّها الأحبَّة: ونحن نستعيد ذكرى ارتحال هذا الإمام إلى ربِّه سيِّدًا في الجنَّة، نحن أحوج ما نكون إلى أن نستهدي سيرته وكلماته ومواقفه، وأن ندعو إليها، فبهذا نخلص لهذا الإمام، ونكون أوفياء له، وبه نحيي أمره، ونكون ممّن يستحقّون أن ينالوا شفاعته، يوم نلقى الله عزَّ وجلَّ.

 

جعلنا الله عزَّ وجلَّ من شيعته وأعوانه والمقرّبين منه، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.

 

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

 

الخطبة الثَّانية

 

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصى به الإمام الحسن (ع) ذلك الرّجل الّذي قال له: أنا من شيعتكم، فقال له الإمام الحسن (ع): “يا عبد الله، إن كنت لنا في أوامرنا وزواجرنا مطيعًا فقد صدقت، وإن كنت بخلاف ذلك، فلا تزد في ذنوبك بدعواك مرتبة شريفة لست من أهلها. لا تقل لنا أنا من شيعتكم، ولكن قل أنا من مواليكم ومحبّيكم ومعادي أعدائكم، وأنت في خير وإلى خير”.

 

لقد أراد الإمام (ع) من خلال وصيّته هذه أن يؤكّد أنَّ التّشيّع لأهل البيت (ع) ليس انتماءً أو عاطفة ومشاعر نبديها لهم، ومآدب نقيمها باسمهم، بل بمقدار ما نأخذ بكلماتهم وتعاليمهم، وأن ينسجم سلوكنا مع سلوكهم، ومواقفنا مع مواقفهم، وأهدافنا مع أهدافهم، ومتى وعينا ذلك وعملنا به، سنكون زينًا لهم، وصورةً معبّرةً عنهم، ونكون بذلك أكثر وعيًا ومسؤوليَّةً وأكثر قدرةً على مواجهة التّحدّيات.

 

حلولٌ لإنقاذِ الوطن!

 

والبداية من الاعتداءات الصّهيونيّة المستمرّة على لبنان، والّتي قد لا يكون آخرها الغارات الّتي شهدناها بالأمس في الجنوب والبقاع، والّتي من الواضح أنّها تأتي في إطار الضّغوط المتصاعدة على الدّولة اللّبنانيّة وعلى اللّبنانيّين، لدفعهم إلى خيارات هذا العدوّ وقبول إملاءاته، ومن دون أن يكون لهم حريّة النّقاش فيها.

 

يأتي كلّ هذا من دون أن تقوم الدّول المعنيّة بضمان وقف إطلاق النّار، وعلى رأسها الولايات المتّحدة الأميركيّة، بالدّور المطلوب منها في الضّغط على هذا الكيان لإيقاف اعتداءاته، وبدلًا من ذلك، نجد إمعانًا من المبعوث الأميركيّ، وباسم دولته، بدعوة الدّولة اللبنانيّة إلى إصدار قرار رسميّ ملزم بسحب سلاح المقاومة، من دون أن يقدّم أيَّ ضمانات مقابل ذلك بالضّغط على العدوّ للقيام بما عليه القيام به، والّذي أرفق بتهديدات وجّهت إلى لبنان بأنّه إن لم ينفّذ هذا الشّرط، فلن يحصل على الإعمار والأمن، وبممارسة مزيدٍ من الضّغوط الاقتصاديّة عليه.

 

إنّنا أمام هذا الخيار الَّذي وضع فيه لبنان، والّذي لا ينبغي التّقليل من تداعياته وآثاره على الدّولة اللّبنانيّة وعلى اللّبنانيّين عمومًا، نعيد التّأكيد أنّنا مع أيّ حلول تنقذ الوطن من أيّة مخاطر قد يتعرَّض لها، ولكن هذا ينبغي أن لا يكون بناءً على إملاءات ممّن لا يزال يتعامل مع هذا البلد من موقع المهزوم الَّذي يملى عليه ولا يملي، بل بناءَ على إرادة اللّبنانيّين وتوافقهم، واللّبنانيون لن يعدموا وسيلةً للوصول إلى صيغة تقي البلد من أيَّة منزلقات قد يقع فيها، وتعزّز حضور الدّولة الَّذي يبقى خيارًا جامعًا للّبنانيّين في بسط سيادتها الكاملة على أراضيها، فليس في هذا البلد من يريد أن يغامر به وبأبنائه، ولا سيَّما مَن قدّموا التّضحيات في سبيله.

 

ومن هنا، نجدّد ما قلناه في الأسبوع الماضي، من أن تكون الأولويّة هي في مطالبة العدوّ الصّهيوني وقف اعتداءاته ورفع كاهل احتلاله، وعندها سيكون الباب مفتوحًا ومشرّعًا على كلّ ما يطرح، إن على صعيد ما تدعو إليه الدّولة من حصريّة السّلاح بيدها، أو غيره، وهذا ما سمعناه ونسمعه من أركان الدّولة اللّبنانيّة.

 

في الوقت الّذي نجدّد دعوتنا اللّبنانيّين إلى التّوحّد حول هذا الموقف الّذي يأخذ في الاعتبار المخاطر الحقيقيَّة الّتي يتعرَّض لها البلد، وحقّه في الحفاظ على أمنه والسّيادة الكاملة على أرضه، لكنّه لا يفرّط بحقّه بإزالة العدوان والاحتلال الجاثم عليه، وأن لا يخضعوا للتّهاويل، والّتي – مع الأسف – يتجاوب معها البعض، ويسوّق لها، والّتي لا تستند إلى معطيات واقعيّة… فلبنان ليس في موقع العجز والضعف الّذي يصوّر فيه، ولو كان كذلك، فلماذا هذا الحجم الكبير من الضّغوط الّتي تمارس عليه، والّتي تدعوه إلى التّنازل عنها؟

 

استقلاليَّة القضاء

 

ونبقى في الدّاخل، لننوّه بإقرار المجلس النّيابي المشروع الدّاعي إلى استقلال القضاء لإبعاده عن أيَّ ضغوط سياسيّة أو ماليّة أو تدخلّات خارجيّة، بما يشكّل ضمانة لتحقيق العدالة، وعدم السّماح للفاسدين والمفسدين الّذين استشروا في هذا البلد، وأوصلوه إلى ما وصل إليه من الترهّل على الصّعيد السّياسي أو الاقتصادي أو المالي أو الأمني، بأن يكونوا بمنأى عن سيف العدالة الصّارم، وتبقى العبرة بالتّطبيق.

 

وننوّه أيضًا بكلّ جهد يعمل لاستعادة المصارف دورها، لكنّنا نعيد تأكيد ما كنّا قلناه سابقًا، أنَّ أيّ عمل على هذا الصّعيد، لا يمكن أن يتحقّق إلّا بإعادة المصارف أموال المودعين كاملة إليهم، وأن يطمئنّوا إلى أنّ أموالهم لن تضيع مجدَّدًا.

 

حرب الإبادة بالتّجويع

 

ونصل إلى غزَّة الَّتي لا تزال تعاني أكبر كارثة إنسانيَّة في هذا العصر، على حدِّ تعبير الأمين العام للأمم المتَّحدة، وهي الَّتي تستكمل في الضّفَّة الغربيَّة، بعدما وصلت حرب التّجويع فيها إلى مرحلة لم تستطع معها الحكومات الغربيّة الّتي كانت تؤيّد العدوّ، إلّا أن تطلق مواقف تدينه، وقد تتطوّر ما لم يوقف هذه الحرب ويفتح الباب للمساعدات.

 

إنّنا أمام ما يجري، نجدّد دعوتنا العرب والمسلمين على صعيد الدّول والشّعوب، إلى أن يقوموا بمسؤوليَّتهم تجاه بلد عربي ومسلم، لإخراجه من معاناته، والوقوف في وجه المخطّط الّذي يعمل له لتهجيره من أرضه. إنَّ من المؤسف أن نشهد تظاهرات وأصوات تنادي بالحريّة لفلسطين في العواصم الغربيّة، فيما لا يستجاب لنداءات الجائعين والمحاصرين في غزّة أو المهدّدين بوجودهم في الضّفّة الغربيّة من العالم العربي والإسلامي.

 

عيد الجيش اللّبنانيّ

 

وأخيرًا، إنّنا في هذا اليوم، نهنّئ الجيش اللّبنانيَّ بعيده، وهو الّذي يمثّل سياجًا لهذا الوطن، ودعامة من دعائمه، ومظهرًا من مظاهر الوحدة فيه، وقوّة ومنعة له، وهو من قدّم التّضحيات الجسام من أجله، ولم يبخل بها عندما توافرت الظّروف والإمكانات والقرار السّياسيّ بالوقوف في مواجهة العدوّ الصّهيوني أو الإرهاب

 

إنّنا ندعو في هذه المناسبة إلى تعزيزه على كلّ الصّعد، ليقوم بالدّور المطلوب منه في حماية حدود الوطن، ومنع كلّ من تسوّل له نفسه العبث بأمنه واستقراره والمسّ بوحدته.

اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير