اضاءات
08/12/2025

ولادة الزهراء(ع) مناسبة لتعزيز الوحدة بين المسلمين

ولادة الزهراء(ع) مناسبة لتعزيز الوحدة بين المسلمين

 

أيُّها الأحبَّة، إنَّنا نحتاج رجالاً ونساءً، إلى أن نأخذ من سيّدة نساء العالمين، هذه السيّدة الطَّاهرة المعصومة الَّتي هي بضعة رسول الله، الَّذي كان يؤذيه ما يؤذيها، ويرضيه ما يرضيها، ويغضبه ما يغضبها، لأنَّها لم تكن ترضى إلَّا لله، ولا تغضب إلّا لله، وعلينا أن ننطلق في هذا الاتجاه؛ أن لا نرضى إلّا بما يرضي الله، ولا نغضب إلَّا مما يغضبه، في القضايا الصّغيرة الكبيرة. وهذا معنى موالاة أهل البيت (ع)؛ أن نواليهم، بأن نكون مع الله كما كانوا معه، وأن نكون مع رسول الله كما كانوا معه، أن نكون مع الإسلام كما كانوا معه. إنَّ الولاية ليست نبضة قلب ولا خفقة إحساس، لكنَّها موقف للحقّ، وموقف للصّدق، في لله، وبالله، وفي سبيل الله.

وعلينا بالاعتصامُ بحبلِ الله، وان نتمسك بالوحدة في خطّ الإسلام، فقد قال الله سبحانه وتعالى:

{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}[آل عمران: 103].

أن نعتصم بحبل الله جميعاً، فندرس كتاب الله، وندرس سنَّة رسوله (ص)، وندرس تعاليم أهل البيت (ع)، وندرس كلَّ هذا الواقع الَّذي نعيشه، لنستمع إلى كلّ نداءات الاعتصام بحبل الله، وإلى كلّ نداء التحرّك على أساس الأمَّة الواحدة، وإلى كلّ نداءات الحوار وإرجاع الأمر إلى الله ورسوله: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ}[النّساء: 59].

أن يكون الإسلام هو العنوانَ الكبيرَ الَّذي ننطلق منه، وهو الدّين الَّذي نتوحَّد به، وإذا اختلفنا في بعض ما اختلف المسلمون فيه، سواء في بعض جوانب العقيدة، أو في بعض جوانب الشَّريعة، أو في بعض الأساليب والمناهج، فإنَّ علينا أن نتحاور ونتذاكر، وأن لا نتنازع نزاع الحقد والعداوة والبغضاء، لنفشل وتذهب ريحنا.

 
 
العلّامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض)
اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير