قال الله سبحانه في كتابه العزيز: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى الله فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ}. صدق الله العظيم.
في الخامس والعشرين من شهر شوّال، مرّت علينا ذكرى وفاة واحد من أئمّة أهل البيت (ع)، ممّن أمرنا الله عزّ وجلّ بالاقتداء بهم والاهتداء بهديهم، وهو الإمام جعفر بن محمَّد الصَّادق (ع)، هذا الإمام الّذي عرف بالعلم والحلم والعبادة والتَّواضع والإكثار من ذكر الله وحسن الخلق والبذل والعطاء.
حفظُ الإسلام
لقد عاش الإمام الصَّادق (ع) في مرحلة تميّزت بالحريّة، والّتي أتاحت له القدرة على حرية الحركة، وأداء الدّور المنوط بأهل البيت (ع) في حفظ الإسلام، وإبقائه نقيًّا صافيًا، والعمل على اتساع حضوره وامتداده على أرض الواقع، وذلك في ظروفٍ مناسبةٍ لم تتوفَّر لبقية أئمّة أهل البيت (ع)، وهو ما جعل مذهب خطّ أهل البيت (ع) يقال عنه المذهب الجعفريّ.
فقد عاش هذا الإمام في مرحلة أفول الحكم الأمويّ وبداية نهوض الحكم العبّاسيّ، حيث انشغل الحكّام الأمويّون بالدّفاع عن ملكهم، وانشغل عنه العباسيّون بتثبيت سلطانهم الجديد، وقد استفاد من ذلك لأداء دورين كان عليه القيام بهما في تلك المرحلة؛ الدَّور الأوَّل هو نشر تعاليم أهل البيت (ع). ونحن عندما نتحدّث عن تعاليم أهل البيت (ع)، لا نتحدّث عن آراء خاصّة بهم، أو عن اجتهاد كبقيَّة المجتهدين من أئمّة المذاهب الإسلاميَّة الأخرى، بل هم عبّروا عمّا جاء به رسول الله (ص) ودعا إليه، كونهم الأمناء على ما جاء به (ص) ودعا إليه والأدلَّاء عليه، وهذا ما أشار إليه الإمام الصَّادق (ع) بكلّ وضوح، عندما قال: “حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدّي، وحديث جدّي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله (ص)”.
وفي ذلك يقول الشَّاعر:
ووالِ أناسًا قولهم وحديثهم روى جدّنا عن جبرائيل عن الباري
دوره (ع) في نشر العلم
وقد أدّى الإمام الصَّادق (ع) هذا الدّور في خلال فترة إمامته الّتي امتدَّت لأربع وثلاثين سنة، من خلال أحاديثه الّتي أشار إليها الشّيخ المفيد (رض) بقوله: “لقد نُقل عنه من العلوم ما سارت به الركبان، وانتشر صيته في جميع البلدان، ولم ينقل العلماء عن أحد من أهل بيته ما نقل عنه، ولا لقي أحد منهم من أهل الآثار ونقلة الأخبار ما لقيه من أبي عبد الله (ع)”. وقد أحصى أبو العباس أحمد بن عقدة الكوفي، أربعة آلاف عالم ممن كانوا يتتلمذون على يديه، فقد كان مسجده، مسجد الكوفة، مقصدًا لطالبي العلم الَّذين كانوا يفدون إليه من شتَّى أقطار العالم الإسلاميّ، ليتتلمذوا على يديه، وينهلوا من معين علمه الصَّافي.
وهنا يقول أحد الرواة، وبعد عشرين عامًا من وفاة الإمام الصّادق (ع): “أدركت في هذا المسجد – أي مسجد الكوفة – تسعمائة شيخ؛ كلّ يقول: حدّثني جعفر بن محمّد الصادق”.
ثقافة الانفتاح والحوار
وقد تميّزت مجالس العلم لهذا الإمام، كما هو معروف، بانفتاحها، فقد جمعت في داخلها كلّ المدارس الفقهيّة والفكريّة والعقديّة، فلم تعرف الانقسام الذي نشهده في ساحاتنا الدينيّة، فنجد أنَّ أبا حنيفة النّعمان، إمام المذهب الحنفي، قد تتلمذ على يد الإمام (ع)، وقد أشار إلى أهميّة ذلك وأثره فيه عندما قال: “لولا السنتان لهلك النّعمان”، وهما السّنتان اللّتان كان فيهما تلميذًا للإمام.
وممن تتلمذ على يديه، مالك بن أنس، إمام المذهب المالكي، والّذي قال عنه: “ما رأت عين، ولا سمعت أذن، ولا خطر على قلب بشر، أفضل من جعفر بن محمَّد الصَّادق، علمًا وعبادةً وورعًا”، فقد كان يتمثّل رسول الله (ص) في كلّ ما جاء ب..
ولم يقف دور الإمام الصَّادق (ع) عند من يلتزمون رأيه، بل عمل على التواصل مع المذاهب الإسلاميَّة الأخرى والأديان السماويَّة، ومن لا يؤمنون بالله ويلحدون به، واتّخذ الحوار وسيلة للتواصل معهم، فكان (ع) إمامًا للحوار، ونقلت عنه العديد من الحوارات التي جرت معهم.
وقد استطاع الإمام الصَّادق (ع)، بهدوئه وسعة صدره وعمق فكره وحسن أسلوبه وجميل كلامه واحترامه لمحاوريه، أن يصل إلى عقولهم وقلوبهم، وأن يحوّل الكثير من الحوارات الاستفزازيّة المتوترة الّتي كان يواجهها، إلى حوارات منتجة للفكر وموصلة إلى الحقيقة.
ولذلك، نجد أنَّ خصومه شهدوا له بالإنسانيّة. يروى في ذلك عن ابن المقفَّع صاحب كتاب “كليلة ودمنة”، بعدما حاور الإمام (ع)، أنّه قال: “ليس هناك من يستحقّ اسم الإنسانيَّة كجعفر بن محمّد”. لذا نجد أنَّ ابن أبي العوجاء، وهو من الملاحدة، عندما رأى رجلًا من أصحاب الإمام الصَّادق (ع) يقسو عليه في الكلام، تعجّب منه، وقال له: “إن كنت من أصحاب جعفر بن محمَّد، فما هكذا هو يخاطبنا. لقد سمع من كلامنا أكثر ممّا سمعتَ، فما أفحش في خطابنا، ولا تعدّى في جوابنا، وإنّه الحليم الرَّزين، العاقل الرّصين، يسمع كلامنا ويُصغي إلينا، ويتعرَّف حجّتنا، حتّى إذا استفرغنا ما عندنا، وظننّا أنّا قد قطعناه، دحض حجّتنا بكلام يسير، وخطاب قصير، يُلزمنا به الحجّة، ويقطع العذر، ولا نستطيع لجوابه ردًّا. فإن كنت من أصحابه، فخاطبنا بمثل خطابه”.
وصيّة الصّادق (ع) لشيعته
أمّا الدّور الثّاني الذي عمل عليه الإمام (ع)، فهو حرصه على إبراز معالم شخصيّة المنتمين إلى خط أهل البيت (ع)، والصّورة الَّتي ينبغي أن يكونوا عليها في أيّ مجتمع يتواجدون فيه، فقد كان الإمام (ع) يريد لهم أن يكونوا علامة فارقة في مجتمعاتهم، إن في منطقهم، أو في سلوكهم وأخلاقهم وعلاقتهم بالّذين يختلفون معهم، وقد حرص على أن يبين هذا النَّهج في العديد من أحاديثه ووصاياه.
فقد ورد عن زيد الشحَّام أنه قال، قال لي أبو عبد الله (ع): “اقرأ على من ترى أنَّه يطيعني منهم (أي من الشّيعة)، ويأخذ بقولي، السَّلام، وأوصيكم بتقوى الله عزَّ وجلّ، والورع في دينكم، والاجتهاد لله، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وطول السّجود، وحسن الجوار، فبهذا جاء محمَّد (ص)، أدّوا الأمانة إلى من ائتمنكم عليها برًّا أو فاجرًا، فإنَّ رسول الله (ص) كان يأمر بأداء الخيط والمخيط”.
أمّا في مجال تعاملهم مع من يختلفون معهم، فقد قال: “صلوا عشائرهم، واشهدوا جنائزهم، وعودوا مرضاهم، وأدّوا حقوقهم، فإنَّ الرَّجل منكم إذا ورع في دينه، وصدق الحديث، وأدَّى الأمانة، وحسّن خلقه مع النَّاس، قيل: هذا جعفريّ، فيسرّني ذلك، ويدخل عليّ منه السّرور، وقيل: هذا أدب جعفر، وإذا كان على غير ذلك، دخل عليّ بلاؤه وعاره، وقيل: هذا أدب جعفر. والله، حدّثني أبي أنَّ الرَّجل كان يكون في القبيلة من شيعة عليّ (ع)، فيكون زينها، أدّاهم للأمانة، وأقضاهم للحقوق، وأصدقهم للحديث، إليه وصاياهم وودائعهم، تسأل العشيرة عنه فتقول: مَن مثل فلان؟! إنّه أدّانا للأمانة، وأصدقنا للحديث”.
الالتزام بنهج الإمام (ع)
إننا أحوج ما نكون إلى الالتزام بهذين الدّورين اللَّذين جسّدهما الإمام (ع) في حياته، بأن تكون لنا مساهمتنا بتقديم الإسلام الأصيل، فلا نسمح للعابثين به أن يجدوا أرضًا خصبة لهم، وبأن نعزّز منطق الحوار بالصّورة التي عمل بها الامام (ع) ودعا إليها الله عزَّ وجلَّ، عندما قال: {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}، الحوار البعيد عن الاستفزاز والتوتر، وهو الذي يفتح قلوب الآخرين على الحقيقة، ويسهم في مدّ جسور التواصل بين الأفراد والجماعات بالتَّلاقي، وأن نأخذ من هذا الإمام الصّورة الّتي رسمها لشيعته، حتّى نحبّبه إلى النّاس، كما أراد لنا، ونقرّبهم منه، وأن نكون “زينًا له لا شينًا عليه”.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الخطبة الثّانية
عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصى به الإمام الصّادق (ع) أصحابه، حين قال لهم: “أكثروا من الدّعاء، فإنّ الله يحبّ من عباده الّذين يدعونه، فإنَّ أحبَّ عباده إليه أسألهم، وقد وعد عباده المؤمنين بالاستجابة، والله مصيِّر دعاء المؤمنين يوم القيامة لهم عملًا يزيدهم به في الجنَّة، وأكثروا ذكر الله ما استطعتم في كلِّ ساعة من ساعات اللَّيل والنَّهار، وعليكم بالحفاظ على الصّلوات والصّلاة الوسطى، وإيّاكم أن يبغي بعضكم على بعض، وأن يحسد بعضكم بعضًا، وأن تشره نفوسكم إلى شيء مما حرّم الله عليكم، فإنّه من انتهك ما حرّم الله عليه ها هنا في الدنيا، حال الله بينه وبين الجنّة ونعيمها ولذّتها وكرامتها القائمة الدَّائمة لأهل الجنّة أبد الآبدين”.
أيّها الأحبّة، إنّنا أحوج ما نكون إلى هذه الوصايا، أن نأخذها ونسير على هديها، والّتي بها نعبّر عن حبّنا وولائنا لهذا الإمام، ونصبح أكثر وعيًا ومسؤوليّة وقدرة على مواجهة التّحديّات.
التّصعيد الصّهيونيّ
والبداية من التّصعيد الاسرائيلي الّذي شهدناه في الأسبوع الفائت، في الغارات التي طاولت العديد من المواقع والمناطق اللبنانيّة، أو في عمليّات الاغتيال الّتي وصلت إلى حدود بيروت الكبرى، أو في التّحليق المستمرّ للمسيّرات في الأجواء اللبنانيّة بصورة ظاهرة أو خفيّة، والتي لا تفارق العاصمة اللبنانيّة وضواحيها، فيما يسعى هذا العدوّ إلى التمدّد خارج المواقع التي لا يزال يحتلّها، وقد بات واضحًا أنَّ العدوَّ الصّهيوني يهدف من وراء ذلك إلى الضّغط على الدّولة اللّبنانيّة، ومن ورائها المقاومة، لدفعهم إلى خيارات تحقّق له الأهداف الّتي يريد تحقيقها في السّلم، وهي الّتي لم يستطع تحقيقها في الحرب، مع التزام الدولة اللبنانيّة والمقاومة بتنفيذ كلّ بنود اتفاق وقف إطلاق النار.
إنّنا أمام ما يجري، نجدّد دعوتنا الدولة اللبنانيّة إلى القيام بكلّ الإجراءات لدى الدول الضامنة لهذا القرار، ودعوتها إلى القيام بالتزاماتها، وأن لا تكتفي كما هي الآن بإملاء شروطها عليها من دون أن تقوم بدورها بالضَّغط على هذا الكيان بالانسحاب من الأراضي اللَّبنانيّة، والكفّ عن الاعتداءات اليوميَّة، وإعادة الأسرى لدى هذا الكيان، حتّى لا يبقى لبنان يعيش حال الاستنزاف الّتي لم يعد قادرًا على تحمّل أعبائها وتداعياتها، وحيث يُخشى أن تودي بهذا الاتّفاق.
إننا ندعو اللّبنانيّين جميعًا، بكلّ طوائفهم ومذاهبهم ومواقعهم السياسيَّة، إلى أن يكونوا على قدر المسؤوليَّة تجاه وطنهم، وفي مواجهة من يعبث بسيادته وأمنه واستقراره، وأن يكون صوتهم موحّدًا في مواجهة هذه الاعتداءات الّتي باتت تهدّد الاستقرار الدَّاخلي والسّلم الأهلي…
إنّنا لن نهوّن من حجم الضّغوط التي تمارس على هذا البلد، سواء على الصّعيد الأمني أو الاقتصادي، أو لجهة منع إعادة الإعمار بحجّة سلاح المقاومة. ونحن نتطلّع في مواجهة ذلك إلى الحوار المرتقب الّذي بدأ التمهيد له من قبل رئيس الجمهوريّة مع قادة المقاومة الَّتي أبدت كل انفتاح واستعداد له، من منطلق إحساسها بالمصلحة الوطنيّة، على قاعدة توفير كل الوسائل الّتي تؤمّن حماية هذا البلد ووقايته من اعتداءات العدوّ وأطماعه والمخاطر التي قد يتعرّض لها منه.
إننا نجدّد القول إنَّ السّلاح وجد لحماية هذا الوطن، ومن الطبيعيّ أن يغمد عندما يشعر من حملوه أنَّ هناك دولة قادرة على أن تؤمّن للوطن الحماية والأمن. فالمقاومة لم تكن هدفًا، بل وجدت بفعل احتلال هذا العدوّ، ولمنعه من البقاء في أرضنا، ومن العبث بالساحة اللبنانية، ونحن نثق بأنّ الجيش اللبناني قادر على حماية أبنائه عندما تتوافر له القدرات الكافية، وهو مستعدّ لتقديم التضحيات في هذا السبيل، وقد قدَّمها ولا يزال، وكان آخرها الشّهداء الذين سقطوا في قرية بريقع الجنوبيّة.
مسؤوليّة الحكومة.. والبلديّات
ونبقى في الدّاخل، لنعيد التّأكيد بمتابعة الحكومة الدّور الذي أخذته على عاتقها لإصلاح الواقع الاقتصادي والمعيشي للبنان، والقيام بكلّ ما يؤمّن نهوضه، لكنَّ المعالجة لا ينبغي أن تأتي وفقًا لما يقرّره صندوق النّقد الدولي والبنك الدولي، بل بناءً على مصلحة الوطن ومصلحة إنسانه، وما يخرج هذا البلد من أزماته ولا يجعله رهينة. ودائمًا نؤكّد أنَّ هذا البلد ليس فقيرًا، بل أُفقر عندما أُهدرت أمواله، وسيء استثمار موارده البشريَّة والماديّة، وهو قادر على النهوض إن تمت معالجة الأسباب التي أدَّت إلى الانهيار.
ونبقى على صعيد البلديّات، فإنّنا نعيد التأكيد على ضرورة أن تكون خيارات الأحزاب والعائلات مبنيَّة على مصالح البلدات والمدن الَّتي تقوم بخدمتها، وأن تكون هذه الانتخابات بابًا للإصلاح والتطوير الذي يستفيد منه الجميع، وليس موقعًا للتّجاذب بين العائلات أو بين القوى السياسيّة، أو مصدر انقسام جديد لمكوّنات هذا البلد. إنّنا نريد للّذين يتصدّون لمسؤوليّة البلديّات والمواقع الاختياريّة، أن لا يروا في ذلك امتيازًا أو تصدّرًا للموقع الاجتماعي، بل مسؤوليَّة أمام الله أوَّلًا، وبعد ذلك، أمام الناس، فلا ينبغي أن يتولاها إلا من يرى نفسه جديرًا بها وقائمًا بأعبائها.
وهنا، لا بدَّ أن نؤكد لكل الّذين يديرون العمل الدبلوماسي في هذا البلد، أن يحرصوا على التوازن في قراراتهم، فلا تقتصر على استدعاء سفير كالّذي حصل مع السفير الإيراني بذريعة التدخّل في الشّأن الدّاخليّ، فيما يتركون الحبل على غاربه للآخرين، ومن دون استدعاء وحتى احتجاج أو انتقاد على تدخّلاتهم، انطلاقًا من معايير مزدوجة في التّعامل، وعلى قاعدة أنَّ هناك ابن الست وابن الجارية، فمثل هذا لا يتناسب مع موقع الدَّولة ودورها، لأنّ البلد لا يبنى بهذه العقليّة ولا بهذا المنطق ولا بهذه الكيديّة.
مشروع العدوّ في غزّة
وننتقل إلى غزّة التي يستمرّ العدوّ بارتكاب الإبادة بحقّ أهلها، ولا يستجيب لكلّ الطّروحات الهادفة لوقف المجازر، وهو يبدو غير عابئ بمصير أسراه، ولا بالتظاهرات الحاشدة التي تخرج للمطالبة بإيقاف هذه الحرب، بينما يستمرّ بمشروعه لإنهاء القضيّة الفلسطينيّة وتهجير الشّعب الفلسطيني، في الوقت الَّذي نحيّي هذا الشّعب على صموده وإصراره على التصدي لهذا العدوّ، رغم كلّ التضحيات…
وأخيرًا، نحذّر من كلّ الدّعوات أو التّصريحات الفلسطينيّة الّتي تهدّد وحدة الشّعب الفلسطيني، في وقت هو أحوج ما يكون إليها لمواجهة التّحديات.